Tuesday, May 26, 2015

:ما نشر في صحيفة الأيام عن شبكة الفنون الأدائية


شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية: انطلاق محمول على طموحات كبيرة
26 أيار 2015

رام الله: لقد كان العمل الثقافي في فلسطين دوماً خندق هوية الفلسطيني، وكان ميداناً آخر من الصمود والثورة إلى جانب الميادين الأخرى، ولم تكن المؤسسات الفنية، التي ولدت في عمق الاشتباك مع الاحتلال، الا رد فعل طبيعي لابقاء الهوية حية وقادرة على أن تعبر عن نفسها من خلال افرادها، وقادرة ليس على تعزيز الصمود فحسب، بل أيضاً على جعل الصمود مبرراً وواضحاً بمن فيه، فقد اصبحت الموسيقى والمسرح والرقص وسائل جدية وحقيقية في المقاومة، حتى تعرض بعض افرادها للاعتقال بسبب ذلك. ولأن الثقافة جزء من المعركة، التقت مجموعة من المؤسسات الفنية في فلسطين من أجل بناء جسم قوي يعمل على تعزيزهم في الميدان أكثر وأكثر، وفي الوقت الذي تنفصل فيه الساحة الفلسطينية وتجزأ أكثر، لم تكن الحاجة الا اشد رغبة من السابق في إنشاء هذا الجسم، فكان برنامج شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية.
انطلق برنامج شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية العام 2012، إثر مبادرة قامت بها مجموعة من مؤسسات الفنون الأدائية في فلسطين، وبتحفيز من الوكالة السويدية للتنمية الدولية التي كانت تدعم مجموعة من هذه المؤسسات منذ بداية التسعينيات، وقد تم اختيار مؤسسة عبد المحسن القطان لإدارة هذا البرنامج إلى حين تسجيله كشبكة رسمية، حيث يستقل الجسم ويصبح مؤسسة مستقلة بذاتها.
قامت الشبكة التي تضم إحدى عشرة مؤسسة فنية تعمل منذ سنوات في الفنون الأدائية في فلسطين على مبدأ توحيد القدرات الموجودة، وتحويل قوة هذه المؤسسات من شكل فردي إلى جماعي؛ بهدف الحشد والتغيير بشكل أكبر، والتأثير على صناع القرار، منطلقة من التحديات ذاتها التي تواجه كل مؤسسة منفردة، وكل المشاكل والقضايا والأحلام في التغيير والتأثير، وجعل الفنون الأدائية أكثر انتشاراً بين الناس، وكأسلوب حياة، وكقطاع كامل متكامل، إلى جانب قطاعات المجتمع الأخرى الاقتصادية والسياسية.
ومنذ بدايتها، ووسط أجواء مفعمة بالنقاش والحوار والاجتماعات المتتالية، وضعت الشبكة حجرها الأساس بأن تكون برنامجا ينتقل بعد مرور ثلاث سنوات الى مؤسسة مسجلة، وأن تكون هذه المؤسسة او الشبكة قادرة على صياغة سياسة واضحة تجاه خطتها في التغيير والتأثير، وأن تكون اطاراً يضم كافة مؤسسات الفنون الأدائية في فلسطين بعد فتح باب العضوية لاحقاً، ضمن رؤية وطنية تجعل الخطوط العامة لهذه الشبكة تسير في اطار تحرري من خلال الفنون الأدائية.
إن برنامج شبكة الفنون الأدائية الذي سيتحول وبشكل رسمي عقب حفل الاطلاق خلال شهر حزيران القادم إلى شبكة يعيش على قوة الاعضاء فيه، حيث ان كل مؤسسة من مؤسسات الشبكة هي قائمة بذاتها منذ مدة زمنية طويلة، وتعمل في الميدان الفني والثقافي منذ زمن، وعمل المؤسسات مجتمعة يغطي الجغرافيا الفلسطينية وبعض التجمعات في الشتات، وتسعى ايضا الى كسر الموانع النفسية والاجتماعية والسياسية لوصول الفنون بانواعها كافة (الرقص، الموسيقى، المسرح، السيرك) إلى كل منطقة وكل بيت، ولقد جعلت كل المؤسسات هدف تأسيس البرنامج وتمكينه جزءاً من خطتها الإدارية والعملية، بشكل حقيقي مبني على ايمان جماعي بضرورة التشارك في العمل الفني والثقافي. وعلى الرغم من العديد من الاختلافات الخلاقة بين المؤسسات، فإنها أصبحت نقاط قوة في تنوع هذا البرنامج، وفي قدرته على أن يغطي مناطق عديدة جغرافياً وانواعاً عديدة فنياً، وفئات كثيرة اجتماعياً.
ان انطلاق الشبكة، وعلى الرغم من كافة الاجتماعات واللقاءات التي سبقت، كان قد ترجم فعليا من خلال اليوم المشترك الاول في العام 2013، الذي اشتركت فيه المؤسسات كافة، من خلال فعاليات فنية على مدى يوم كامل في جامعة فلسطين التقنية ـ خضوري في طولكرم، شملت فئات المجتمع كافة من طلبة مدارس وجامعات، ومدرسين وعاملين في المجال التربوي، وقادة مجتمع محلي، إضافة إلى مجموعة من الفنانين، من خلال ورش فنية في الموسيقى والرقص والمسرح والسيرك، وورش عمل حول دور الفنون في التغيير وتطوير المجتمع، وعروض فنية قدمها فنانو المؤسسات خلال اليوم، بينما تم الغاء اليوم المشترك للعام 2014 بسبب الحرب على غزة، وتم تحويل المبالغ المالية التي كانت مرصودة إلى غزة بهدف بناء وتنفيذ برامج نفسية وترفيهية مساندة في المدارس التي تم النزوح اليها.
يعتبر برنامج شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية الذي سيصبح شبكة لاحقاً، من اول التجمعات الفنية يتخذ هذا الشكل في فلسطين، حيث التنوع الجغرافي والنوعي في كل مؤسسة، إضافة إلى رؤية وطنية ثابتة، إلى جانب عمل على الأرض مع الناس، يسانده وعي فكري تحرري وناضج، فجانب التمويل لم يكن العمود الفقري الذي يستند اليه البرنامج، بل الايمان الحقيقي بضرورة وجود جسم كهذا في فلسطين، لا يعمل على نتاجات فنية فقط، بل على تعزيز وتطوير المجتمع من خلال الثقافة، عبر دمج الفن في الجانب التعليمي، وربما لاحقاً، وبعد سنوات عدة، في الحياة ككل، حيث يؤمن اعضاء الشبكة بضرورة استمرارية العمل وتكثيفه بكل الوسائل.
يدير البرنامج الآن يوسف نزال وتسانده رولا رزق كمنسقة للبرنامج الى جانب هدى عودة كمستشارة للبرنامج، مع مجلس ادارة مكون من الاعضاء أنفسهم، وستبقى الشبكة لاحقاً، وبعد إطلاقها، ملكاً للمؤسسات ومشكّلة منهم، وليست مؤسسة أخرى إلى جانبهم، كما أنها ستكون اطاراً تنظيمياً فقط، لا إطاراً يذيب من فيه، حيث ستكون كل مؤسسة من المؤسسات مستقلة بذاتها وشريكة في الشبكة في الوقت ذاته، وهذا هو ما يجعلها تحالفاً قوياً بمن فيه، يستمر وينمو ويتطور مع استمرار نمو المؤسسات وتطورها.
تعمل الشبكة اليوم على صياغة شكلها المستقبلي كمؤسسة، ودور الأعضاء فيها ودورها لصالح الأعضاء، وقدرتها على ضمان استمرارية الأعضاء واستقرارهم المالي وآليات التشبيك على المستوى العربي والعالمي، إضافة إلى البحث في أنجع السبل للضغط على صناع القرار من أجل تغيير في السياسات لتخدم القطاع الفني والثقافي عامة، ومجالات عدة لجعل المؤسسات قادرة على التفكير بشكل إبداعي غير منقطع بالبحث عن مصادر للتمويل، حيث ستلعب الشبكة المستقبلية غطاء أو مظلة مكونة من الأعضاء بشكل جماعي لحماية الأعضاء اولا من أي إزاحة، ولتشكيل كتلة حقيقية واعية ولديها القدرة والرغبة على التغيير في المجتمع نحو الأفضل، بأن يكون مجتمعا حرا، متعددا، يستوعب اختلاف الآخر.

شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية

http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=f4eae69y256814697Yf4eae69

Saturday, May 23, 2015

زيارة فريق إدارة البرنامج لبرنامج التوئمة الموسيقية في مدرسة بورين للفتيات